في حين أن مبادرة المصدر المفتوح مسرورة بأن شركة «ميتا» تزيل العواقب أمام الوصول إلى أنظمة ذكاء اصطناعي قوية، إلا أن هذه الشركة التقنية العملاقة أوجدت —ولسوء الحظ— لُبسا باعتبار Llama 2 مفتوح المصدر، وهو ليس كذلك. وحتى لو افترضنا بأن هذا المصطلح يمكن أن يطلق فعلاً على نماذج لغة كبيرة تحوي العديد من المصادر ومن أنواع مختلفة، تخلط شركة «ميتا» بين مفهوم «المصدر المفتوح» و”توفير المصادر لبعض المستخدمين وضمن شروط معينة“، وشتان بين الأمرين. فلقد طالبناهم بتصحيح تصريحهم الخاطئ.
نقصد بمفهوم «المصدر المفتوح» البرمجيات المرخصة برخص ذات سمات معينة، حُدّدت في تعريف المصدر المفتوح. ومن بين هذه المتطلبات، وحتى نعتبر رخصة ما بأنها مفتوحة المصدر، فإن عليها ألا تميّز ضد أشخاص أو مجموعات أو الغايات في استخدامها (النقطة الخامسة والسادسة ضمن التعريف). لا تحقق الرخصة التي أنشأتها ميتا لنماذج LLaMa وكودها المصدري هذا الشرط، وبشكل خاص، تفرض هذه الرخصة قيودًا على الاستخدام التجاري لبعض المستخدمين (في الفقرة الثانية) وتقيّد أيضًا استخدام النموذج والبرمجية لأغراض معينة (ضمن سياسة الاستخدام المسموح).
لماذا المصدر المفتوح مهم؟
تضمن أي رخصة مفتوحة المصدر للمبرمجين والمستخدمين القدرة على أن يقرروا لأنفسهم كيف وأين يستخدمون التكنولوجيا دون الرجوع إلى الغير، لديهم سيادة على التكنولوجيا التي يستخدمونها. بُني مفهوم المصدر المفتوح على قاعدة بأنه يمكن للجميع المشاركة مهما كانوا. فإن التقييد التجاري الوارد في الفقرة الثانية من اتفاقية الرخصة المجتمعية لـLLAMA تخالف هذه القاعدة الواردة في تعريف المصدر المفتوح.
لا تجادل مبادرة المصدر المفتوح رغبة شركة ميتا في تقييد استخدام Llama لأهداف تنافسية، ولكن هذا الفعل يخرج الرخصة من تصنيف «المصدر المفتوح».
لا يسمح تعريف المصدر المفتوح بأي قيد على مجال الاستخدام لأنك لا يمكنك أن تعلم مسبقًا ما سيحدث مستقبلاً، خير أم شرّ. وهذا ما أتاح للينكس أن يصبح شائعًا في الأجهزة الطبية وكذلك في الطائرات والصواريخ على السواء.
ولكن تمنع سياسة ميتا الاستخدام في مجالات عديدة قد تكون مفيدة جدّا للمجتمع، مثل المواد المقيدة والبنى التحتية الحرجة. حتى المفاهيم التي تبدو بسيطة، مثل «يجب أن تلتزم بالقانون»، هي إشكالية في الواقع. ماذا لو اختلف القانون من مكان لآخر؟ ماذا لو كان القانون غير عادل؟
فلنجتنب مزيدًا من اللبس
رخصة نموذج Llama هي ببساطة رخصة غير مفتوحة المصدر. إذ توفر شركة ميتا بعض جوانب نموذج اللغة الكبير الخاص بها لبعض الأشخاص، ولكن ليس كلهم، وليس لجميع الأغراض. تدرك مبادرة المصدر المفتوح أهمية أن نصل إلى مفهوم مشترك لما نقصد بالمصدر المفتوح في أنظمة الذكاء الاصطناعي. هذه مصنوعات بشرية جديدة، كما كانت البرمجيات نتاج الفكر الإنساني في السبعينات. ننظم سلسلة من الفعاليات لنصوغ تعريفًا مشتركًا لما يعتبر «مفتوحًا» في سياق الذكاء الاصطناعي ونرحب باستقبال أفكاركم.
—
تمت إعادة نشر هذا المقال بتصرف من مدونة مبادرة المصدر المفتوح وفقًا لرخصة المشاع الإبداعي - Creative Commons، للاطلاع على المقال الأصلي